وخالق الناس بخلق حسن
قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
فالأخلاق إرث حميد وموروث العقل السليم والعاطفة النبيلة والنفس المترفعة عن الشهوات وإحتدام مطلق بين ما يضير الروح و النفس المترفعة عن الشهوات و الشخص المتغلب على نفسه في قمة القوة و ضبط النفس من الفضائل الجمة التي تكمن في خفايا الجسد و هي أشجع المشجعات وانصاف الحق يرنو إلى مطامح العقل السليم ووجود العقل السليم مقترن بوجود السلامة في الجسد وتاهيله بمضادات لفيروسات مكتسبة من الوسط الذي يحيط بنا أنتقي فإذن أنا أرتقي وهيهات أن انتقي ما ينفعني وانفع به الآخرين من أبناء جلدتي وأنجو من ما يفسدني ويفسد هؤلاء من غرور الدنيا وزهوها المترامي على طريقنا كل لحظة وكل ثانية والنجاة من المتاهات قمة التعقل وانتصار الإيثار على الانا وكسب ما بعده كسب وزوادة المؤمن على طريق السفر الطويل من بداية مولده إلى نهاية مطافه ،خلق كريم يتحلى به أينما حل وكيفما ارتحل والتجاوز عن أخطاء الآخرين يمكن أن يكون أحيانا حلما فالحلم سيد الأخلاق ولكن تجاوز الأخطاء يدخل في منظومة فداحة الخطأ أو انزوائه تحت لواء أن لا أعالج الخطأ بخطأ اكبر فأنا أتجاوز خطأك عندما لا ينال من حريتي ولا يتعدى حدود المعقول والحلم إناء سمح يستسيغ شاربه على قدر تذوقه بحاسته المعهودة فكلما عودنا مذاقنا على تذوق حلو الأمور تلذذنا بطعم مشاربنا من كل اناء ويقال : دع إصبعك في عينك فهي تؤلمك كما تؤلم غيرك واحذر متاع الدنيا ،فمتاعها ذاهب لا محالة وتمسك بالقول الكريم والتصرف النبيل واجتهد في سبيل إسعاد الآخرين لأنها الطريق إلى سعادتك وقد آثرتني أحاديث جمة عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه نقلا عن العايش انه قال : ولقد انشدوه شعرا لزهير بن أبي سلمى وكان لشعره مقدما ، فلما انتهوا من قوله :
وإن الحق مقطعه ثلاث يمين أو إنفار أو جلاء
فقال عمر وهو الخليفة العادل :
وإن الحق يردد البيت من التعجب" ولما طلب عمر رضي الله عنه أن ينشد عليه مما قال زهير في ولد هرم فأنشد أحدهم فقال :
لقد كان يقول فيكم فيحسن
فقال يا أمير المؤمنين : إنا كنا نعطيه فنجزل ، فقال رضي الله عنه :
"ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم"
فالمال إلى ذهاب ومتاع الدنيا إلى فناء ولا يبقى سوى الكلام الطيب
والخلق الكريم فلنتحلى بأخلاق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه فالأخلاق هي الباقية الصالحة كما العمل الطيب الذي يؤثر
الرحيل معنا إلى حيث ننتهي